من المحتمل أنك لا تدرك أنك الآن تنظر إلى شيء نادر نسبياً. لأننى عالم حاسوب من جيل الألفينات، ومؤلف كتب أقِف على مسرح TED، وحتى الآن، لا أمتلك حساب على وسائل التواصل الاجتماعي. حدوث ذلك كان نوعاً ما صدفةً. انتشرت أمامى وسائل التواصل الاجتماعي عندما كنت فى الكلية، طالب بالسنة الدراسية الثانية، حينما وصل الفيس بوك حرمنا الجامعي. وذلك مباشرة بعد فترة إفلاس بعض شركات الـ"دوت كوم" (شركات الإنترنت)، كان لدي عمل في غرفة المسكن واضطررت لإغلاقه في فترة الكساد، حينها وبشكل مفاجئ، جاء ذلك الصبي من هارڤارد ويُدعى مارك، بالمنتج المسمّى بالفيس بوك والناس كانوا متحمسين له. وبشكل ما وكنوع من الغيرة المهنية غير الناضجة، قلت:"لن أستخدم هذا الشيء، لن أساعد هذا الصبي في عمله مهما كان الحد الذي سيصل اليه". مرت حياتي، وبعد فترة قصيرة، رأيت كل شخص أعرفه متعلق بهذا الشيء. ومن الواضح أنه إذا فكرت بموضوعية، وتناولت الأمر من وجهه نظر أخرى، ستدرك أنه فيه شيء من الخطورة. لذلك لم أشترك فيها أبداً. من حينها لا أمتلك حساب بوسائل التواصل الاجتماعي. لذلك، أنا هنا لسببين؛ أريد أن أُوصل رسالتين. الرسالة الأولى التي أريد إيصالها هي أنني بالرغم من عدم إمتلاكي أبدًا حساب على وسائل التواصل الاجتماعي، أنا بحالة جيدة، لا داعي للقلق. واتضَّح أني ما يزال لدي أصدقاء، ومازلت على دراية بما يجري في العالم. بصفتي عالم حاسوب مازلت أتعاون مع أشخاص حول العالم، مازلت عُرضة لاكتشاف عديد من الأفكار الشيقة، ونادراً ما أعرِّف نفسي بأني أفتقر إلى الخيارات الترفيهية. حسناً ، فقد كنت بحال جيد، لكني أريد أن أواصل القول بأني لست فقط جيد بدون وسائل التواصل الاجتماعي، لكني أفضل بدونها. أعتقد أني أكثر سعادة، أعتقد أني وجدت الاستقرار في حياتي، وأعتقد أنني على المستوى العملي أكثر نجاحاً لأني لا أستخدم وسائل التواصل الاجتماعي. ولذلك فإن هدفي الثاني على هذا المسرح هو أن أحاول إقناعكم أن تصدقوا نفس الشيء. لنرى ما إن استطعت إقناع كثير منكم أنكم أيضاً ستكونون افضل إن إعتزلتم وسائل التواصل الاجتماعي. لذلك، إذا كان موضوع حديثي هنا في TEDx هو "زمن المستقبل"، بعبارة أخرى أعتقد أن رؤيتي المستقبلية إحداها أن أجد عدد أقل من الناس يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي. هذا مطلب كبير، وأعتقد أنني أحتاج إلى الدعم. لذلك فكرت أن ما سأفعله هو أخذ الاعتراضات الثلاثة الأكثر شيوعاً عندما اقترح على الناس ترك وسائل التواصل الاجتماعي، وحينئذٍ سأحاول أن أواجه حُجّة كل اعتراض على حده ولنرى إن كنت سأستطيع بالفعل أن أضيف عليه بعض الواقعية. هذا هو أول اعتراض شائع أسمعه. هذا ليس أحد المعتزلين إنه من مُطوِّري الشبكات ومن تابعي أحدث صيحات الإنترنت، لست متأكداً. مُعتزل أم من متابعي أحدث الصيحات؟ ربما يصعُب الحكم. هذا أول إعتراض كالآتي: "كال، وسائل التواصل الاجتماعي هي أحد ضروريات التكنولوجيا في القرن الـ 21. رفض وسائل التواصل الاجتماعي هو فعل أشبه بالتطرف. يشبه الذهاب للعمل بالحُصان أو استخدام الهواتف الدوارة. وأنا لا أستطيع أن آخذ مثل هذا الموقف في حياتي" رد فعلي على هذا الإعتراض هو أنه هراء. فوسائل التواصل الاجتماعي ليست تكنولوجيا ضرورية. إنها تستخدم بعض أساسيات التكنولوجيا، ولكن من الأفضل فهمها كما يلي؛ إنها أحد مصادر الترفيه، منتج ترفيهي. الطريقة التي وضعها التكنولوجى"جارون لانير" أن هذه الشركات تقدم لك عروض براقة في مقابل بعض الدقائق من إنتباهك وبعض من معلوماتك الشخصية، وحينها يمكن تجميعها وبيعها. لذلك رفضك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لا يجب إعتباره موقِف إجتماعي كبير. إنه مجرد رفض أحد أشكال الترفيه للغير. لا يجب أن يصبح موضوعاَ مثيراً للجدل أكثر من؛ "أنا لا أحب الصُحُف، أفضّل متابعة الأخبار من المجلات" أو "أنا أفضل مسلسلات القنوات القومية عن مسلسلات التليفزيون المحلي" إنه ليس حدث سياسي أو إجتماعي ضخم أن تقول لا لاستخدام ذلك المنتج. استخدامي لصورة ماكينة القمار هو أيضاً ليس مصادفة لأنك إذا نظرت عن كثب لهذه التكنولوجيا، ستجدها ليست فقط مصدر للترفيه لكنها نوعاً ما مصدر بغيض للترفيه. ونحن الآن نعلم أن عديد من شركات وسائل التواصل الاجتماعي تقوم بتعيين أفراد يطلق عليهم مهندسين جذب الإنتباه، الذين يستخدمون مبادئ صالات القمار في "لاس فيجاس" من بين الأماكن الأخرى، لمحاولة جعلها منتجات يُمكن إدمانها بقدر الإمكان. هذا هو الهدف الرئيسي لاستخدام هذه المنتجات؛ هو أن تستخدمها بنمط إدماني حيث ذلك يزيد الربح الناتج عن إنتباهك وبياناتك. لذلك فهي ليست تكنولوجيا أساسية، إنها فقط أحد مصادر الترفيه المتعددة، والبغيضة نوعاً ما إذا ما نظرت إليها عن كثب. وهذا ثاني الاعتراضات الشائعة التي أسمعها عندما أقترح ترك وسائل التواصل الاجتماعي. الإعتراض هو كالآتى، "كال، لا أستطيع ترك التواصل الاجتماعي لأنه عامل حيوي في نجاحي في إقتصاد القرن الـ21. لو أنني لا أمتلك علامة تجارية مصقولة جيداً على وسائل التواصل الاجتماعي الناس لن يعلموا من أنا، وسيصعُب الوصول إليّ، وسأفقد الفرص في طريقى، وفعليًا سأتلاشى من خريطة الإقتصاد." وردّة فعلي مرة أخرى تجاه ذلك هي: أن هذا الإعتراض هو هراء أيضًا. مؤخراً قمت بنشر هذا الكتاب الذي يعتمد على مختلف فصائل الأدلة لِطَرح تساؤل عن الإقتصاد التنافسي في القرن الـ 21، ما هي قيم السوق؟ هي القدرة على إنتاج أشياء نادرة وقيمة. إذا أنتجت شيئاً نادراً وذا قيمة، السوق سوف يقدر ذلك. وعلى الأغلب ما سيرفضه السوق هي تلك النشاطات السهل تكرارها وذات القيمة المحدودة. حسنًا، فوسائل التواصل الاجتماعي هي المثال للنشاطات سهلة التكرار ومحدودة القيمة؛ إنها شيء يمكن لأي طفل في عمر 6 سنوات معه هاتف ذكي أن يقوم به. وفقاً للتعريف، السوق لن يُعلي من قيمة هذه التصرفات. في المقابل، سيكافئ الأعمال الجادة الكثيفة والمطلوبة لبناء مهارات حقيقية وتطبيق تلك المهارات لإنتاج أشياء -مثل ما ينتجه اصحاب الحِرَف- نادرة وقيمة. دعونا نصيغها بشكل آخر: إن استطعت أن تكتب خوارزمية بشكل جيد، إن استطعت كتابة ملخص قانوني يمكنه تغيير مسار القضية، إن استطعت أن تكتب آلاف الكلمات من النثر، التي ستجذب إنتباه القارىء حتى النهاية، إن استطعت أن تنظر إلى فيض من البيانات المبهمة وتطبق إحصائيات لاستنتاج بعض الأفكار التي من شأنها تغير إستراتيجية الأعمال. إن استطعت القيام بمثل هذه النشاطات التي تتطلب عمل جاد، حيث ينتج عنه نتائج نادرة وقيمة، حينئذٍ سيبحث الناس عنك. ستستطيع إملاء شروطك الخاصة، وبناء أساسات حياة مهنية هادفة وناجحة، بغض النظر عن عدد متابعينك على الإنستجرام. وهذا هو الاعتراض الثالث الذي أسمعه عندما أقترح على الناس إعتزال وسائل التواصل الاجتماعي، وإلى حد ما أعتقد أنه قد يكون من أهمها. الاعتراض كالتالي؛ "كال، أتفق معك، ربما أنت على حق هو ليس تكنولوجيا أساسية. ربما استخدام وسائل التواصل الاجتماعي غير مرتبط بصميم نجاحي المهني. لكن أتَعلم؟ إنها ليست مُضرّة ، إنها ممتعة بعض الشيء، تويتر مُسلّي أنا من أوائل من استخدمه، لكني لم أستخدمه كثيراً. إنه أمر يستحق التجربة. وأعتقد أني سأفتقده إذا توقفت عن استخدامه. فما الضرر إذاً ؟" مرة أخرى أعود لأقول: هذا الإعتراض أيضًا هراء. في هذه الحالة، أعتقد أنه يغفل حقيقة مهمة التي نحتاج أن نتكلم عنها بصراحة أكثر، وهي أن وسائل التواصل الاجتماعي مصحوبة بعديد من الأضرار البالغة والموثقة جيداً. ونحن بالفعل علينا مواجهة هذه الأضرار وجهًا لوجه عندما نتخذ قرار عمّا إذا كنا سنطوّق أنفسنا بهذه التكنولوجيا، والسماح لها بالدخول إلى حياتنا أم لا. أحد هذه الأضرار التي نعرفها هى أنّ هذه التكنولوجيا مرتبطة بنجاحك المهني. لقد جادلت سابقًا على أن القدرة على التركيز بشكل مكثف، لإنتاج أشياء نادرة وقيمة، لتعزيز المهارات التي يقدّرها السوق، وهذا هو ما يهم إقتصادنا. لكن قبل ذلك مباشرة، جادلت في أن أدوات وسائل التواصل الاجتماعي صُمِّمَت ليتم إدمانها. الهدف الحقيقي لتصميم تلك الأدوات هو أن تشتت إنتباهك بقدر الإمكان خلال ساعات اليقظة، هكذا صُممت هذه الأدوات للاستخدام. عدد متزايد من الأبحاث يخبرنا أنك لو قضيت أجزاء كبيرة من يومك في حالة من تشتيت الانتباه؛ أجزاء كبيرة من يومك مشتت الانتباه، في لمحة سريعة لفحص حسابك، أو إلقاء نظرة سريعة على الإنستجرام، هذا سيقلل باستمرار من قدرتك على التركيز. بعبارة أخرى، أنت باستمرار تقلل من طاقتك للقيام بنوعية الجهد العميق الذي نجده أكثر أهمية في إقتصاد مطّرد التنافسية. فاستخدام التواصل الاجتماعي ليس مضر، بل في الحقيقة لديه تأثير سلبي بالغ في قدرتك على النمو في الإقتصاد. أنا قلق بهذا الشأن تحديداً فيما يتعلق بالجيل الأصغر، والمُنغمس بشدة في هذه التكنولوجيا. إن لم تستطع الحفاظ على تركيزك، سوف تخسر صلتك بالإقتصاد شيئاً فشيئاً. وهنالك أيضًا أضرار نفسية مُوثّقة تجلبها وسائل التواصل الاجتماعي ويجب ذكرها. وكما نعلم من الأبحاث أنه كلما ازداد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ستكون أكثر إحتمالاً أن تشعر بالوحدة والعزلة. ونعلم أن متابعتك المستمرة للجانب الإيجابي والمختار بدقّة من حياة أصدقائك، سيشعرك بأنك تفتقد الإمكانيات، ويزيد من معدل الإحباط. وهناك شيء أعتقد أننا سنسمعه أكثر في المستقبل القريب، أن هناك تناقض جوهري بين الطريقة التي صُمِّمت بها عقولنا، وذلك السلوك في تعريض نفسك لتلك المؤثرات بالمكافآت المتقطعة خلال ساعات اليقظة. ذلك مشابه لقضاء ساعتين على ماكينة القمار في لاس فيجاس، لكن إن أحضرتها معك، وظللت تدير الذراع طوال اليوم، منذ استيقاظك حتى ذهابك للنوم، نحن لم نُصمَّم لذلك. إنها تعوق المخ، وبدأنا نجد أنها بالفعل لها عواقب مُدرَكة، إحداها هي خلفية من هواجس القلق. بهذا الشأن يدق ناقوس الخطر الحرم الجامعي. فإذا تحدثت مع خبراء الصحة النفسية في الحرم الجامعي، سيخبرونك أنه مع الإنتشار السريع لاستخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي بين الطلاب في الحرم الجامعي، كان انتشار الإضطرابات المتعلقة بالقلق في تلك الجامعات. وهذا هو ناقوس الخطر. هذا النوع من السلوك هو مخالف لطريقة تصميم عقولنا، وسيشعرك بالتعاسة. ولذا فهناك تكلفة حقيقية مقابل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؛ أي أنك عندما عندما تحاول أن تقرر "هل يجب استخدامها أم لا ؟"، قائلاً أن كونها غير ضارة ليس كافي. فعليك أن تحدد فائدة واضحة بالغة التأثير، يمكنها أن تفوق الأضرار المحتملة وغير التافهة. الناس غالبًا ما تسأل، "حسنًا ، لكن كيف ستبدو الحياة بدون التواصل الاجتماعي ؟" في الواقع يبدو أن التفكير في ذلك مخيف قليلاً. بالنسبة للناس الذين مروا بهذه العملية، سيكون هناك بعض الأسابيع العصيبة. في الواقع هو أشبه بالتخلص من السموم. أول أسبوعان يكونا غير مريحين؛ تشعر ببعض القلق، تشعر وكأنك فقدت أحد أطرافك. لكن بعد ذلك تشعر بالاستقرار، وفعلياً، الحياة بعد وسائل التواصل الاجتماعي تكون إيجابية نوعاً ما. هناك شيئان يمكن أن أُقِرّهم في عالم لا يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي. أولاً، سيكون إلى حد ما أكثر إنتاجية. أنا أستاذ جامعي في معهد للبحوث، ألّفت خمسة كتب، نادرًا ما أتجاوز الخامسة مساءً في أيام العمل. أحد أسباب نجاحي في القدرة على ذلك هو أنه تبيّن لي أنك كلما احترمت انتباهك، بمعنى ألاّ تسمح بتشتيته، تُبقيه كاملاً، تحافظ على مستوى تركيزك عندما يأتي وقت العمل، ستقوم بالشيء تلو الآخر، وتقوم به بتركيز، وتركيز يمكن أن يستمر مع الوقت. وستتعجب من قدر ما يمكنك إنجازه في ثماني ساعات يومياً، إذا قمت بعمل كل شيء تلو الآخر بتركيز مكثف. شيء آخر يمكن إقراره في عالم لا يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي. هو أنك ستشعر بالسلام خارج إطار العمل. عادة ما أمزح أنني سأكون أكثر راحة إذا كنت فلاح سنة 1930، لأنك إذا نظرت إلى وقت فراغي، ستجدني أقرأ الجريدة عند شروق الشمس، أستمع لمباريات البيسبول بالراديو، أجلس لحظات صادقة على مقعدي الجلدي، وأقرأ كتب في الليل بعد نوم أطفالي. ذلك يبدو طراز قديم، ولكنهم حينها كانوا على شيء. في الواقع إنها طريقة هادئة ومنعشة لقضاء وقتك خارج العمل. ليس لديك همهمة المؤثرات الخارجية، التي تأتي دائماً مع خلفية من هواجس القلق. لذا فالحياة دون وسائل التواصل الاجتماعي ليست بذلك السوء. إذا ربطت كل هذه الخيوط معاً، ستجد حجّتي الكاملة وهى أن ليس كل فرد، لكن بالطبع المزيد ممن عليه الآن، المزيد حاليًا يجب أن يعتزل وسائل التواصل الاجتماعي. وذلك حيث يمكننا أولاً تلخيص التخلّص من المخاوف الرئيسية بأنها تكنولوجيا أساسية يجب استخدامها. ذلك هراء، فهي ماكينة قمار بهاتفك المحمول. سنتخلص من فكرة أنك لن تستطيع الحصول على وظيفة بدون استخدامها. ذلك هراء، فما يفعله الطفل ذو الـ 6 أعوام بالهاتف الذكي لن يكون شيئاً يكافئك السوق عليه. وحينها أكّدت أنه يوجد أضرار حقيقية. لذلك فإنه مضر، ويجب عليك أن تجد فائدة بارزة قبل القول أن هذا التنازل جدير بالتنفيذ. وأخيراً أوضحت، أن الحياة بدون وسائل التواصل الاجتماعي مصحوبة بإيجابيات حقيقية. لذلك أتمنى عندما يمر العديد منكم بمرحلة المفاضلة، على الأقل تأخذون فى الاعتبار وجهة النظر التى أطرحها، وهي أن العديد من الناس سيكونون أفضل بكثير مع عدم استخدام هذه التكنولوجيا. بعضكم سيعارضني الرأي، لدى البعض منكم انتقادات لاذعة ودقيقة لي وكلامي، وبالطبع أنا أرحب بكل التعليقات السلبية. وأطلب إرسال تعليقاتكم عبرتويتر. شكراً. (تصفيق)
You probably don't realize that right now, you're actually looking at something quite rare. Because I am a millennial computer scientist book author standing on a TEDx stage, and yet, I've never had a social media account. How this happened was actually somewhat random. Social media first came onto my radar when I was at college, my sophomore year of college, this is when Facebook arrived at our campus. And at the time, which was right after the first dotcom bust, I had had a dorm room business, I'd had to shut it down in the bust, and then, suddenly, this other kid from Harvard, named Mark, had this product called Facebook and people being excited about it. So in sort of a fit of somewhat immature professional jealousy, I said, "I'm not going to use this thing. I won't help this kid's business; whatever's going to amount to." As I go along my life, I look up not long later, and I see everyone I know is hooked on this thing. And from the clarity you can get when you have some objectivity, some perspective on it, I realized this seems a little bit dangerous. So I never signed up. I've never had a social media account since. So I'm here for two reasons; I want to deliver two messages. The first message I want to deliver is that even though I've never had a social media account, I'm OK, you don't have to worry. It turns out I still have friends, I still know what's going on in the world; as a computer scientist I still collaborate with people all around the world, I'm still regularly exposed serendipitously to interesting ideas, and I rarely describe myself as lacking entertainment options. So I've been OK, but I'd go even farther and say not only I am OK without social media but I think I'm actually better off. I think I'm happier, I think I find more sustainability in my life, and I think I've been more successful professionally because I don't use social media. So my second goal here on stage is try to convince more of you to believe the same thing. Let's see if I could actually convince more of you that you too would be better off if you quit social media. So, if the theme of this TEDx event is "Future Tense," I guess, in other words, this would be my vision of the future, would be one in which fewer people actually use social media. That's a big claim, I think I need to back it up. So I thought, what I would do is take the three most common objections I hear when I suggest to people that they quit social media, and then for each of these objections, I'll try to defuse the hype and see if I can actually push in some more reality. This is the first most common objection I hear. That's not a hermit, that's actually a hipster web developer down from 8th Street; I'm not sure. Hipster or hermit? Sometimes it's hard to tell. This first objection goes as follows, "Cal, social media is one of the fundamental technologies of the 21st century. To reject social media would be an act of extreme [bloodism]. It would be like riding to work on a horse or using a rotary phone. I can't take such a big stance in my life." My reaction to that objection is I think that is nonsense. Social media is not a fundamental technology. It leverages some fundamental technologies, but it's better understood as this. Which is to say, it's a source of entertainment, it's an entertainment product. The way that technologist Jaron Lanier puts it is that these companies offer you shiny treats in exchange for minutes of your attention and bites of your personal data, which can then be packaged up and sold. So to say that you don't use social media should not be a large social stance, it's just rejecting one form of entertainment for others. There should be no more controversial than saying, "I don't like newspapers, I like to get my news from magazines," or "I prefer to watch cable series, as opposed to network television series." It's not a major political or social stance to say you don't use this product. My use of the slot machine image up here also is not accidental because if you look a little bit closer at these technologies, it's not just that they're a source of entertainment but they're a somewhat unsavory source of entertainment. We now know that many of the major social media companies hire individuals called attention engineers, who borrow principles from Las Vegas casino gambling, among other places, to try to make these products as addictive as possible. That is the desired use case of these products: is that you use it in an addictive fashion because that maximizes the profit that can be extracted from your attention and data. So it's not a fundamental technology, it's just a source of entertainment, one among many, and it's somewhat unsavory if you look a little bit closer. Here's the second common objection I hear when I suggest that people quit social media. The objection goes as follows, "Cal, I can't quit social media because it is vital to my success in the 21st century economy. If I do not have a well-cultivated social media brand, people won't know who I am, people won't be able to find me, opportunities won't come my way, and I will effectively disappear from the economy." Again my reaction is once again: this objection also is nonsense. I recently published this book that draws on multiple different strands of evidence to make the point that, in a competitive 21st century economy, what the market values is the ability to produce things that are rare and are valuable. If you produce something that's rare and valuable, the market will value that. What the market dismisses, for the most part, are activities that are easy to replicate and produce a small amount of value. Well, social media use is the epitome of an easy to replicate activity that doesn't produce a lot of value; it's something that any six-year-old with a smartphone can do. By definition, the market is not going to give a lot of value to those behaviors. It's instead going to reward the deep, concentrated work required to build real skills and to apply those skills to produce things - like a craftsman - that are rare and that are valuable. To put it another way: if you can write an elegant algorithm, if you can write a legal brief that can change a case, if you can write a thousand words of prose that's going to fixate a reader right to the end; if you can look at a sea of ambiguous data and apply statistics, and pull out insights that could transform a business strategy, if you can do these type of activities which require deep work, that produce outcomes that are rare and valuable, people will find you. You will be able to write your own ticket, and build the foundation of a meaningful and successful professional life, regardless of how many Instagram followers you have. This is the third comment objection I hear when I suggest to people that they quit social media; in some sense, I think it might be one of the most important. This objection goes as follows, "Cal, maybe I agree, maybe you're right; it's not a fundamental technology. Maybe using social media is not at the core of my professional success. But, you know what? It's harmless, I have some fun on it - weird: Twitter's funny - I don't even use it that much, I'm a first adopter, it's kind of interesting to try it out, and maybe I might miss out something if I don't use it. What's the harm?" Again, I look back and I say: this objection also is nonsense. In this case, what it misses is what I think is a very important reality that we need to talk about more frankly, which is that social media brings with it multiple, well-documented, and significant harms. We actually have to confront these harms head-on when trying to make decisions about whether or not we embrace this technology and let it into our lives. One of these harms that we know this technology brings has to do with your professional success. I just argued before that the ability to focus intensely, to produce things that are rare and valuable, to hone skills the market place value on, that this is what will matter in our economy. But right before that, I argued that social media tools are designed to be addictive. The actual designed desired-use case of these tools is that you fragment your attention as much as possible throughout your waking hours; that's how these tools are designed to use. We have a growing amount of research which tells us that if you spend large portions of your day in a state of fragmented attention - large portions of your day, breaking up your attention, to take a quick glance, to just check, - "Let me quickly look at Instagram" - that this can permanently reduce your capacity for concentration. In other words, you could permanently reduce your capacity to do exactly the type of deep effort that we're finding to be more and more necessary in an increasingly competitive economy. So social media use is not harmless, it can actually have a significant negative impact on your ability to thrive in the economy. I'm especially worried about this when we look at the younger generation, which is the most saturated in this technology. If you lose your ability to sustain concentration, you're going to become less and less relevant to this economy. There's also psychological harms that are well documented that social media brings, that we do need to address. We know from the research literature that the more you use social media, the more likely you are to feel lonely or isolated. We know that the constant exposure to your friends carefully curated, positive portrayals of their life can leave you to feel inadequate, and can increase rates of depression. And something I think we're going to be hearing more about in the near future is that there's a fundamental mismatch between the way our brains are wired and this behavior of exposing yourself to stimuli with intermittent rewards throughout all of your waking hours. It's one thing to spend a couple of hours at a slot machine in Las Vegas, but if you bring one with you, and you pull that handle all day long, from when you wake up to when you go to bed: we're not wired from it. It short-circuits the brain, and we're starting to find it has actual cognitive consequences, one of them being this sort of pervasive background hum of anxiety. The canary in the coal mine for this issue is actually college campuses. If you talk to mental health experts on college campuses, they'll tell you that along with the rise of ubiquitous smartphone use and social media use among the students on the campus, came an explosion of anxiety-related disorders on those campuses. That's the canary in the coal mine. This type of behavior is a mismatch for our brain wiring and can make you feel miserable. So there's real cost to social media use; which means when you're trying to decide, "Should I use this or not?", saying it's harmless is not enough. You actually have to identify a significantly positive, clear benefit that can outweigh these potential, completely non-trivial harms. People often ask, "OK, but what is life like without social media?" That can actually be a little bit scary to think about. According to people who went through this process, there can be a few difficult weeks. It actually is like a true detox process. The first two weeks can be uncomfortable: you feel a little bit anxious, you feel like you're missing a limb. But after that, things settle down, and actually, life after social media can be quite positive. There's two things I can report back from the world of no social media use. First, it can be quite productive. I'm a professor at a research institution, I've written five books, I rarely work past 5 pm on a weekday. Part of the way I'm trying to able to pull that off is because it turns out, if you treat your attention with respect, - so you don't fragment it; you allow it to stay whole, you preserve your concentration - when it comes time to work you can do one thing after another, and do it with intensity, and intensity can be traded for time. It's surprising how much you can get done in a eight-hour day if you're able to give each thing intense concentration after another. Something else I can report back from life without social media is that outside of work, things can be quite peaceful. I often joke I'd be very comfortable being a 1930s farmer, because if you look at my leisure time, I read the newspaper while the sun comes up; I listen to baseball on the radio; I honest-to-god sit in a leather chair and read hardcover books at night after my kids go to bed. It sounds old-fashioned, but they were onto something back then. It's actually a restorative, peaceful way to actually spend your time out of work. You don't have the constant hum of stimuli, and the background hum of anxiety that comes along with that. So life without social media is really not so bad. If you pull together these threads, you see my full argument that not everyone, but certainly much more people than right now, much more people should not be using social media. That's because we can first, to summarize, discard with the main concerns that it's a fundamental technology you have to use. Nonsense: it's a slot machine in your phone. We can discard with this notion that you won't get a job without it. Nonsense: anything a six-year-old with a smartphone can do is not going to be what the market rewards. And then I emphasized the point that there's real harms with it. So it's not just harmless. You really would have to have a significant benefit before you would say this trade-off is worth it. Finally I noted, that life without social media: there's real positives associated with it. So I'm hoping that when many of you actually go through this same calculus, you'll at least consider the perspective I'm making right now, which is: many more people would be much better off if they didn't use this technology. Some of you might disagree, some of you might have scathing but accurate critiques of me and my points, and of course, I welcome all negative feedback. I just ask that you direct your comments towards Twitter. Thank you. (Applause)